ضمن مخطط عمله يقوم المركز الوطني للأبحاث واستطلاع الرأي، ومساهمة منه في تنشيط ودعم الواقع الفكري والثقافي الوطني لمد جسور التواصل مع كافة الكفاءات الفكرية والثقافية الوطنية من أجل تأسيس فضاء للقيام بحوار بناء، هادف على أسس ومعايير وطنية بندوات حوارية اسبوعية يناقش فيها قضايا هامة ذات أبعاد استراتيجية.
تناولت ندوة الإثنين الحوارية التي كانت بعنوان ” ترامب الى السعودية “سيناريوهات اليوم التالي” أبعاد زيارة ترامب الى السعودية و السيناريوهات المحتملة حيث قدم الدكتور وضاح الخطيب مدير المركز عرض للسيناريوهات المحتملة والنتائج التي يمكن أن تتمخض عنها زيارة ترامب الى السعودية.
استهل الندوة الدكتور الخطيب بالإشارة الى النقاط الهامة التي يمكن استخلاصها من زيارة الرئيس الأمريكي للسعودية، ولعل ابرزها
خرق التقاليد التي اعتادها رؤساء الولايات المتحدة بعد توليهم الرئاسة، فدونالد ترامب أول رئيس أمريكي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية يبدأ جولته الخارجية بزيارة للسعودية بدلاً من زيارة الدول الاوربية، بريطانيا أو المانيا كما هي العادة، وسعي الـ سعود إلى إضفاء طابع إمبراطوري على الزيارة، والتسويق المباشر للتسامح الديني وحوار الأديان” الرياض/ القدس/ الفاتيكان”
واللافت في الزيارة أن ترامب لم يتحدث الى الصحفيين، وهذه المرة الأولى في التاريخ الأمريكي يعقد مؤتمر لوزير الخارجية دون دعوة لوسائل الإعلام، وهذا يحمل دلالة في غاية الأهمية عن العلاقة السيئة التي تربط ترامب بالصحافة الأمريكية ” نراه ولا نسمعه” هذا العنوان الأبراز للصحف الأمريكية.
وقد استعرض الدكتور الخطيب أبرز النقاط التي تضمنها خطاب ترامب خلال “القمة العربية الإسلامية الأمريكية” والذي لم يخرج فيه عن النص الذي صاغه مهندس قرارات منع الهجرة” ستيفين ميلر وتناول فيه العلاقة مع ايران التي يراها عدو…..ولكن، الى أن تغيير الحكومة الإيرانية سياستها
أما فيما يتعلق بالموضوع السوري فقد ذكر سورية كـ “ساحة صراع بينها وبين الأخرين. وكانت نبرة ترامب خلال الخطاب تصالحية ولكنها لم تخلو من العجرفة، وقد رفض نصيحة الصحافة بإستبدال عبارة الإرهاب الإسلامي بالإرهاب الديني.
وتابع الخطيب قائلاً: بالرغم من ملايين الدولارات التي قبضها ترامب خلال الزيارة، لم يقدم تعهداً للدول التي حضرت الإجتماع بتصفية الإرهاب ملقياً المسؤولية عليهم في ”تحطيم الإرهاب، دون أن يذكر حقيقة تمويل وتسليح الـ سعود لهؤلاء الإرهابيين. وفيما يخص القضية الفلسطينة، كانت المقاربة بروتوكولية بالمطلق، ليس هناك من موقف حقيقي، وبقي النفاق سيد الخطاب. عرض الخطيب ثلاثة سيناريوهات محتملة
الأول أن الزيارة بتوقيتها وعقودها المليارية و“القمة الأمريكية العربية الإسلامية“ والدعم الشخصي للعائلة المالكة في السعودية…تنتهي إلى كونها محاولة لتشتيت الانتباه عن المأزق الحاد الذي يواجهه ترامب داخليا، وخاصة لجهة تبعات قضية إقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق وما يتكشف عنها من أسرار و التسريبات لروسيا، ورأى أنه في حال تحقيق هذا السيناريو فمن غير المتوقع أن يطرأ أي تغيير في المقاربة الأمريكية الحالية نحو سورية والمنطقة و الاستمرار في سياسة الاحتواء المزدوج والإستنزاف للموارد البشرية والمادية التي مورست بحرفية عالية وترك الباب مفتوحاً للتفاوض مع روسيا حول إعادة تقاسم النفوذ معها.
وفي السيناريو الثاني يرى الخطيب أن هذه الزيارة تشكل عودة أمريكية قوية إلى المنطقة بعد سنوات ”التريث الأوبامي وأن القمة مع زعماء الدول العربية والإسلامية تمهيد لخلق حلف ”سني“ في وجه إيران، وأيضاً لقطع الطريق على التمدد الروسي في المنطقة، كما ستكون هناك ضربات متلاحقة للقوات السورية، نحو رسم الخريطة التي تطمح إليها الإدارة الأمريكية بهدف قطع الجسر البري الذي يصل طهران ببغداد ودمشق وبيروت ويعتقد حدوث مواجهة محدودة جداً مع إيران في الخليج تليها دعوة لترتيبات أمنية في المنطقة بإشراف أمريكي تمهيداً لتصفية القضية الفلسطينية.
وفي السناريو الثالث،” يوم القيامة” يرى الخطيب أن الزيارة تمهيد لمحاولة إعادة تشكيل المنطقة بالنار بشكل تستفيد منه الولايات المتحدة وإسرائيل من خلال ضرب إيران بالسعودية، و ضرب حزب الله في لبنان
وربما اجتياح أمريكي عربي تركي لسورية على الرغم من اعتقاده أنه السيناريو الثالث هو الأضعف إلا إذا تفاقمت أزمة ترامب الداخلية إلى حد يتهدد منصبه، وهناك مخاطر كبيرة جداً لهذا السيناريو على الاقتصاد العالمي على المدى القصير، ولكن له فوائده للاقتصاد الأمريكي كبيرة على المديين المتوسط والبعيد.
وفي نهاية الندوة، رأى رئيس هيئة التحرير د عبد اللطيف عمران” أن الزيارتين، زيارة أوباما وزيارة ترامب متكاملتين ضمن خطط كبيرة للإدارة الأمريكية حتى أنها أكبر من الرئيس وستؤديان مهامهما بنجاح وهي ضرب تكامل أفق الحضارة العربية الإسلامية، الزيارة الأولى لم تبق شيء اسمه عروبة والثانية لم تترك شيء اسمه وحدة اسلامية ولا سيما أن طيف واسع من الإسلامين لا دور لهم.
وبدوره قال رئيس تحرير جريدة البعث “محمد كنايسي” في مداخلته أن خطاب ترامب انطوى على قدر كبير من النفاق حيث ظهر من خلاله ترامب كرسول سلام، متدثاً عن حوار الحضارت وعن رفاهية الشعوب وهو ما لا يمت للحقيقة بصلة، هذا الرجل بالمعنى العنصري حاول أن يستخدم الخطاب المقنع
وبالنسبة لإستعراض العناوين فإن اشارته الى حزب الله بالاسم وحماس ووضعهم في نفس السلة مع داعش هو أحد الأهداف الجوهرية وهذا ما سيتوضح في اسرائيل، وأكد أن السيناريو الاول هو الأكثر احتمالاً.