تظهر استطلاعات الرأي العام في الولايات المتحدة أنها أصبحت أمريكية مثل فطيرة التفاح، كوكا كولا، لعبة البيسبول، والعلم الأمريكي. بشكل عام تستند الاستطلاعات على مجموعة من المقابلات أو على الأسئلة المكتوبة، تستخدم الاستطلاعات لتحديد أو توقع:
– ما يعتقد الناس به.
– كيف يشعرون تجاه شيء ما.
– ما هي الطريقة التي سيتصرفون بها.
تستخدم نتائج استطلاعات الرأي العام بعدة طرق. جاءت للتأثير على ما يفضل الأميريكيون تناوله من الطعام والشراب، وأنواع السيارات التي يمكن شراؤها، والبرامج التي يمكن مشاهدتها في التلفاز.
وبالإضافة إلى ذلك، تلعب استطلاعات الرأي العام الآن دورا هاما في السياسة. إذ تستخدم طوال فترة الحملات الانتخابية من قبل المرشحين ووسائل الإعلام لمعرفة أي المرشحين في الطليعة، ومن المرجح أكثر أن يخرج منتصرا. بدورها تحدد نتائج هذه الانتخابات، إلى حد كبير أين يجب أن تنفق أموال الحملة في المستقبل وأين يجب أن تتركز جهود كل مرشح حتى نهاية الحملة.
ولكن هل حقا يمكن الوثوق بهذه الاستطلاعات؟ على سبيل المثال، في الانتخابات الرئاسية عام 1948، توقعت استطلاعات الرأي فوزاً خاصاً للجمهوري توماس ديوي دون انتظار الإحصاء الرسمي للأصوات، أعلنت الصحف في جميع أنحاء البلاد في عناوينها الرئيسية، “ديوي هزم ترومان. والباقي هو الوقت”… انتخب هاري ترومان الرئيس الـ 31 للولايات المتحدة.
على أي حال، لقد استفاد محللو الرأي العام ومؤسسات الاستطلاع المهنية، من سوء التوقع الكبير. إلا أنهم طوروا على المدى الطويل تقنيات لأخذ النماذج الأكثر تعقيدا بكثير بالرغم من مصداقيتها التي أصيبت بأضرار بالغة عدة مرات. وعلاوة على ذلك، استعملوا الأبحاث الاجتماعية والنفسية وتكنولوجيا الكمبيوتر الحديثة بشكل أكثر. وبالإضافة إلى ذلك، كانوا حريصين على أن يشيروا إلى أن النتائج التي توصلوا إليها تنطبق فقط على الوقت الذي سئلت فيه الأسئلة. وأن النتائج لم تتوقع نتائج الانتخابات.
ومع ذلك، يكون من المفيد في عرض نتائج أي استطلاع للرأي العام، أن نسأل الأسئلة التالية:
1- من هم المستطلعون؟ تعتمد دقة الاستطلاع بشكل عام إلى أي درجة تشبه صفات الذين أجريت معهم مقابلات استطلاع الرأي حقا مع المجموعة التي من المفترض أنها تمثلها. على سبيل المثال، عملية استطلاع الرأي على الذين تبلغ أعمارهم ستة عشر عاما، لكي يتوقعوا نتيجة الانتخابات، ستكون موضع شك كبير حيث إنهم لا يستطيعون التصويت.
أيضا، كقاعدة عامة، كلما زاد عدد الأشخاص الذين تمت مقابلتهم، كلما كان مرجحا بأن التوقع سيكون دقيقاً. كل شيء آخر يجري على قدم المساواة، إن استطلاع الرأي في الانتخابات الذي استطلع آراء مائة ألف ناخب من مليوني ناخب من المرجح أن ينتج نتائج دقيقة أكثر من استطلاع للرأي أجري على ألف ناخب من أصل مليوني ناخب. من المهم أن نشير إلى أن المؤسسات الوطنية الكبيرة لاستطلاع الرأي لديها نماذج وطنية صغيرة أقل من 2000 يمكن لهم التوقع بدقة تامة من أجل كامل الناخبين.
وأخيرا، يجب أن يتم اختيار هؤلاء المستطلعين بطريقة عشوائية. ويتم هذا عادة لتجنب أو تقليل إمكانية السماح لأي انحياز غير مدرج أو صفات… لهؤلاء الذين تم استطلاع رأيهم… للتأثير على النتائج. على سبيل المثال، دقة استطلاع الرأي المصممة لأخذ نماذج وجهات نظر جميع الجمهوريين المسجلين، سوف يشكك بأمرها بالتأكيد وسيكون لها انحياز متحفظ فيما إذا قابلت فقط مشاركين في الحملة الانتخابية الرئاسية الفاشلة لباري غولدووتر في عام 1964.
2- في أي ظروف أجريت هذه الاستطلاعات؟
بشكل عام إن الأسئلة المنحازة والغير واضحة والمشحونة عاطفيا التي تطرح في الاستطلاع تنتج إجابات مضللة وستضعف دقة نتائج الاستطلاع. أسئلة مثل… كيف تشعر حول المرشح X؟ أو، أنت تخطط للتصويت لصالح مرشح Y، أم لا؟ سيكون مشكوك بها.
أيضا، إذا طلب من الذين شملهم الاستطلاع أن يختاروا من مجموعة معينة من الإجابات في الإجابة على هذا السؤال، يجب أن يكون هناك عدد مقبول من البدائل للاختيار من بينها. على سبيل المثال، لنفترض أن هؤلاء المستطلعين الذين شملهم الاستطلاع يحتاجون للإجابة على سؤال إما “نعم” أو “لا” . وهذه الممارسة من شأنها القضاء على إمكانية أن بعض المستطلعين قد يكونوا حقا “مترددين”، وبالتالي تشويه دقة نتائج الاستطلاع.
وأخيرا، إن استطلاعات الرأي التي أجريت عبر الهاتف أو من خلال البريد عموما لا تميل إلى أن تكون موثوقة مثل المقابلات الشخصية. ويرجع ذلك إلى حقيقة أن التدابير السابقة من غير المرجح أن تكون قادرة على السيطرة على من يشارك فعلاً في الاستطلاع، وعدد الذين يستجيبون، وسوء تفسير محتمل للأسئلة.
3- متى أجري الاستطلاع؟
يجب الإشارة إلى أن نتائج استطلاع الرأي، مهما كانت دقيقة، تمثل أذواق وآراء ومشاعر مجموعة معينة من الناس عند نقطة معينة من الزمن. وكقاعدة عامة، كلما كان الاستطلاع دقيقاً، فإنه من المرجح تحقيق نتائج مجدية ومفيدة. استطلاع للرأي أجري في صيف عام 2004 بشأن من ينبغي انتخابه رئيساً للبلاد في عام 2004، على سبيل المثال، ليس من المرجح أن يكون دقيقاً مثل استطلاع يجرى خلال أسبوع من الانتخابات الفعلية.
4- من الذي ينظم الاستطلاع؟
يمكن للسمعة والأداء أيضاً أن يُساعدا الفرد في تحديد صلاحية نتائج استطلاع الرأي. وبصفة عامة، المؤسسة “المبتدئة” في مجال استطلاع الرأي ليس من المرجح أن تكون قادرة على المنافسة مع مؤسسات الاستطلاع المهنية بكوادرها الوظيفية الكبيرة، ومواردها غير المحدودة، وأجهزة الحاسوب المتطورة. بالإضافة إلى ذلك، الاستطلاعات المنظمة من قبل مجموعات ذات مصلحة واضحة من النتائج علينا أن نشك فيها حتى يثبت العكس .
وأخيراً، سجلات الأداء الماضية لمجموعة الاستطلاع قد تكون مفيدة في تحديد مصداقية وموثوقية المؤسسة.
5- ما هي النسبة المئوية للخطأ في استطلاع الرأي؟
يجب أن تشير المؤسسات أيضا إلى نسبة احتمال الخطأ في استطلاع الرأي. وبالاستناد إلى حجم العينة يصبح من الممكن إحصائيا القيام بمؤشرات تشير بالموثوقية للقارئ.
وبالاعتماد على هذا التحليل علينا النظر في الأسئلة التالية:
– أي من العوامل المذكورة أعلاه في تقييم صحة استطلاع الرأي هي الأهم في رأيك؟ وأيها الأقل أهمية؟ لماذا؟
-هل تعتقد أن استطلاعات الرأي قيمة؟ لماذا نعم / أو لماذا لا؟
-هل تضع أي قيود عليها في تقرير الانتخابات؟ إذا كان الأمر كذلك، اشرح. إذا لم يكن كذلك، لماذا؟
(“كيف تكون الحقيقة صحيحة؟ تقييم وإجراء استطلاعات الرأي العام؟” تم مطابقة الحقوق في العمل، المجلد 10: 2 © مؤسسة الحقوق الدستورية).
الجزء الثاني
صياغة استطلاع للرأي العام الخاص بك
على الرغم من أنك قد لا تمتلك كل الوسائل لإجراء استطلاع رأي علمي، يمكنك أن تأخذ استطلاع غير رسمي. يمكن أن يساعدك على معرفة كيف يفكر الناس في مدرستك أو مجتمعك بشأن الانتخابات وغيرها من القضايا. هناك ثلاث خطوات لإجراء استطلاع للرأي العام.
1- إنشاء استطلاع للرأي العام:
– اجعل معظم أسئلتك متعددة الاختيارات وأسئلة تحتاج لإجابة نعم / لا. وهذا سيجعل استطلاعك سهل الجدولة.
– حافظ على أن تكون أسئلة استطلاعك قصيرة وبسيطة.
– تأكد من أن أسئلتك لا تفرض إجابات معينة. يجب أن تكون غير منحازة. وإلا ستكون نتائج استطلاع للرأي العام الخاص بك معرضة للنقد.
– اختبر استطلاع للرأي العام الخاص بك. قبل إجراء استطلاع للرأي العام، اطلب من شخص ما التحقق أكثر من ذلك. هل يعتقد هذا الشخص أن الاستطلاع واضح؟
2- اختار السكان والعينات:
– حدد السكان. من ستمثل نتائج الاستطلاع الخاص بك؟ آراء كل فرد في المجتمع؟ قسم من المجتمع؟ حدد الشرائح التي تريد أن يشملها الاستطلاع.
– اختيار العينة. ليس عليك استطلاع آراء كل السكان للحصول على فكرة جيدة عن كيف يشعر شخص ما من السكان. حاول الحصول على عينة عشوائية من السكان. وهذا يعني أن كل شخص من السكان لديه نفس الفرصة لأخذ استطلاع للرأي العام. على سبيل المثال، إجراء مكالمة هاتفية مع خامس شخص في كل صفحة من دفتر الهاتف سيكون عينة عشوائية.
3- إجراء استطلاع الرأي العام
– إعداد وممارسة مقدمة موجزة. عندما تقترب من شخص غريب، قدم نفسك، وأخبره من أي مجموعة أنت، اشرح الغرض من استطلاع الرأي العام، واسأل عما إذا كان الشخص لا يمانع في قضاء بضع دقائق للإجابة عليه.
– كن مهذباً. الناس الذين يجيبون على أسئلة استطلاع الرأي يقدمون لك معروفا. لا تلح على أحد لكي يشارك بالاستطلاع.
– أخبر كل الذين قابلتهم بأنه ليس عليهم كتابة أسمائهم على استطلاع الرأي العام. فالنتائج ستعرض مجهولة الهوية.
– كن منظما ما استطعت. استخدم الحافظة لإمساك استطلاعات الرأي العام واجلب أقلاماً إضافية أو أقلام رصاص إضافية.
– انتظر كل استطلاع للرأي العام وتحقق منه. تأكد من أن المعلومات كاملة. إذا كنت تقرأ استطلاعاً للرأي العام إلى المشارك ومن ثم تكتبه، عليك بكتابة ما يقوله الشخص بالضبط.
1 comment