الجلسة النقاشية التي جمعت الوسائل الإعلامية في دار البعث مع الدكتورة نهلة عيسى الأستاذة في كلية الإعلام بجامعة دمشق أول أمس الخميس افتتحت سلسلة اللقاءات الحوارية الدورية مع كبار الكتّاب والإعلاميين وقادة الرأي التي أدرجتها دار البعث ضمن خطة عملها للفترة القادمة بهدف تعزيز تبادل الخبرات وطرح وجهات النظر تجاه العديد من القضايا الفكرية والمجتمعية الراهنة.
وفي جو حواري ودي، طرح الحاضرون آراء ومواضيع عدة ترتبط بالإعلام والإشكاليات التي تواجه العاملين فيه خاصة في ظل ظروف الأزمة الحالية في سورية مع اقتراح الآليات المطلوبة في التعاطي الإعلامي مع الأولويات الوطنية والمجتمعية.
البعث المتجدد
الدكتورة عيسى التي حضرت في الخطوط الخلفية مع الإعلاميين دون أن تكتفي بدورها الأكاديمي، فكان لها حضور إعلامي بارز خلال سنوات الأزمة عبر إطلالات تلفزيونية عديدة وسلسلة أفلام قامت بإخراجها (إرث قابيل والرياح السوداء وغيرها) اختارت البعث أيضاً كمنبر تطرح من خلاله آراءها وأفكارها ضمن زاوية دورية، ولم يكن اختيارها من فراغ، بل لأنه وكما عبّرت خلال اللقاء فإن حزب البعث امتلك الصحيفة الأكثر توازناً بين الصحف الأخرى وجميع المؤسسات الإعلامية تشهد له بذلك، وكان لديها القدرة على التجدد رغم كل ظروف الأزمة، والدليل هو ما حدث عندما سبقت الوسائل الإعلامية المماثلة وامتلكت أدوات الإعلام الحديث، فأسست لموقع الكتروني متميز ومركز أبحاث، وحتى على مستوى الصياغة الإعلامية امتلكت “البعث” صيغة هي الأكثر في الصحف المحلية، وكان هناك تميز واضح في القوالب التحريرية والتحقيقات عند محرريها، مشيرة إلى أن “البعث” بكتابها وبالأقلام الضيفة لديها تساهم بإعادة إنتاج صورة الحزب من خلال تفعيل الحس الرقابي والنقدي، فالصحافة أفق واسع والحقيقة مجموعة أوجه وهي اختلاف لتكتمل وليس خلافاً، وبهذا ستؤكد الملامح الحضارية للبعث كحزب حضاري يحترم الخصوصيات الثقافية للجميع، مؤكدة فخرها بهذا المنبر وبالكوادر الإعلامية العاملة فيه.
هموم إعلامية
وشارك الدكتور عبد اللطيف عمران مدير عام دار البعث الدكتورة عيسى رؤيتها في ضرورة عرض وجهات النظر المختلفة للكتّاب والإعلاميين وهي سياسة حرصت صحيفة البعث على تبنّيها وتعزيزها باستمرار خشية الركون للسياسة الإخبارية التي تفتقد لخصوصية المحرر كونها تلغي بصمة الصحفي وخصوصية الوسيلة الإعلامية، وقال: يجب أن يكون لكل وسيلة طابعها الخاص الذي تتميز فيه عن غيرها من الوسائل، مؤكداً على ضرورة الالتحاق بالهموم الكبرى للشعب من خلال تسليط الضوء على قضاياه الأساسية والتركيز على كل ما يخص المواطن والخروج من قصور العامل الذاتي خاصة في الظروف الحالية التي يخوض فيها شعبنا أعتى الحروب وأعنفها ضد الإرهاب المستهدف للأرض والهوية.
بدوره تحدّث رئيس التحرير محمد كنايسي عن ضرورة بناء استراتيجيات إعلامية كبرى تستوعب التنوع الفكري وتقود لمنهجية عمل تؤدي بالتالي لتطور الإعلام في سورية، أما ناظم عيد مدير التحرير، فتحدث عن مسألة مهمة تلخّصت بوضع السياسة الإعلامية الناظمة للعمل الإعلامي والاتفاق على مفردات واضحة للعمل ليس في حقل الإعلام فحسب، بل في كل الجوانب الأخرى لأن كل هذه المفردات تظهر وتنعكس في الإعلام، وهنا تكون المسألة الخطيرة.
وتضمّن الحوار مشاركات أخرى للمحررين، تحدثت بمعظمها عن الإشكاليات المتعلقة بالمهنة كالحصول على مصادر المعلومات وتعدد الجهات الوصائية التي تمارس الدور الرقابي وتعيق بعض الإعلاميين من أداء مهماتهم بالشكل الأمثل.